"فهل تريدين مني أن أترك السنة كذلك ؟!:
قال الزوج لزوجته " أيقظيني عند السحور في كل يوم " .
- لماذا ما دمتَ أنتَ لا تصوم أي يوم من أيام رمضان ؟!.
رد الزوج قائلا " ألا يكفي أنني تارك للفرض , فهل تريدين مني أن أترك السنة كذلك ؟"!!!.
تعليق:
1- الصوم ركن من أركان الإسلام الأساسية , من جحده اعتبر كافرا . وأما من تهاون في تأديته وهو غير جاحد لفرضيته فإنه يعتبر عند كثير من العلماء مسلما عاصيا . هو فاسق فاجر , ولكنه مع ذلك مسلم مؤمن نسأل الله لنا وله الهداية .
2- من يصوم ولا يصلي ( وهو غير جاحد لفرضية الصلاة ووجوبها ) مسلم ومؤمن عاصي . له أجر الصيام – حتى وإن كان ناقصا - وعليه إثم ترك الصلاة .
3- من يصلي ولا يصوم ( وهو غير جاحد لفرضية الصيام ووجوبه ) مسلم ومؤمن عاصي ومذنب . له أجر الصلاة – حتى وإن كان ناقصا – وعليه إثم ترك الصيام .
4- ما أعظم وأجل وأطيب حياة الزوجين المتعاونين على طاعة الله تعالى , وما أسوأ الحياة مثلا مع زوج لا يصوم أو لا يصلي أو مع زوجة لا تصوم أو لا تصلي . قد يصبر الزوجان على قلة المال وعلى ... ويسعدان مع بعضهما كل السعادة , ماداما طائعين لله تبارك وتعالى . ولكن يستحيل على زوجين ( أي زوجين ) أن يسعدا معا وأحدهما عاصي لله ومصر على معصيته .
5- ما أكثر الناس الذين نعرفهم , والذين يشبه حالهم حال هذا الذي لا يعرف من السنة إلا الأكل والشرب والسحور , أو إلا متاع الدنيا الزائل . كثيرون من الناس نجدهم باستمرار مع الدين ما دام الدينُ يجلب لهم متاعا دنيويا , وأما الدين حين يطلب منهم تضحية وبذلا وعطاء وجهدا وجهادا ومشقة وقمعا للشهوات والأهواء و ... فهو دين لا يريدونه بلسان حالهم حتى وإن قالوا وادعوا وزعموا بألسنتهم شيئا آخر .
ومن أمثلة ذلك من جاء إلى الصحابي الجليل رضي الله عنه – من قتلة الحسين بن علي رضي الله عنه - يسألونه عن دم البرغوث " نجس أم لا ؟!" , فقال لهم " ويحكم تقتلون الحسين ولا تسألون عن القتل يجوز أم لا , ثم تسألونني الآن عن دم البرغوت نجس أم لا ؟!".
ومن أمثلة ذلك من يصلي صلاة العيد ويترك صلاة الجمعة , ومن يقيم الليل ويترك صلاة الصبح في وقتها ومن ... والأمثلة المشابهة كثيرة جدا بحيث تعد بالآلاف أو عشرات الألوف .
6- الإسلام يطلب منا الأهم قبل المهم , والمهم قبل الأقل أهمية , وأداء الفرض قبل المستحب , وترك الحرام قبل ترك المكروه , وهكذا ... ولكن عندما تختل الموازين ويحدث خلل في المقاييس يصبح بعض الناس يهتمون بالمستحب قبل الفرض أو بالمستحب بدون الفرض , ولله في خلقه شؤون , والناس أشكال وألوان .
والله أعلم بالصواب , وهو وحده الموفق والهادي لما فيه الخير